الخميس، 7 فبراير 2013

تحقيق في شبكات التطرف



https://carolinefourest.wordpress.com/2013/02/09/les-reseaux-de-lextreme/

صحفية، وكاتبة اعمدة صحفية، ومؤلفة، درست كارولين فوريست، لمدة خمسة عشر سنة تقريبا، الحركات المتطرفة والأصولية الدينية ونشرت عنها العديد من الكتب ولاسيما الاخ طارق (غراسيه، 2004)، وإغراء ظلامية (غراسيه، 2006)، و"أحرار للتعبير عنه" في حوار متقاطع مع تسليمة نسرين (فلاماريون، 2010)؛ أو مع فياميتا فينير: في العلمانية على محك الاصوليات اليهودية والمسيحية والاسلامية (لاتيس)، وكتاب مارين لوبان (غراسيه، 2011).

فاليوم، مفعمة ومليئة بحس تعليمي وتربوي وكذلك بحس المواطنة، تقوم كارولين فوريست امتدادا لعملها بإنجاز سلسلة وثائقية ممتازة (
x52 دقيقة) مكرسة ل"شبكات التطرف".

تقولين إن هذه السلسلة ناتجة عن الصعوبة التي تتعرض طريق التلفزيون حتى يقدم تقريرا شاملا عن الشبكات المتطرفة. أين تكمن هذه الصعوبات؟

ببساطة لأن التلفزيون يعتمد على الصورة ولإن الدعاية تتلاعب بكل سهولة بهذه صور. فمن الصعب الانتقال من تواصل المظهر الى واقع أيديولوجية الحركة. على الاقل إظهار الوجه الحقيقي الذي تريد أن تعطيه هذه الشبكات. ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة لاعتماد مجموعة متنوعة من المصادر لتقديم العديد من الجوانب التي تشكل الحركة. ومن هنا جاءت فكرة هذه الكتابة التي تجمع بين كل هذه المصادر، وخيط احمر تعليمي ولقاءات مع الخبراء، وصور من الإنترنت ونشرات دعائية واللجوء في بعض الأحيان إلى الكاميرا الخفية والتقارير.

كم من الوقت كلّفكم استكمال هذا التحقيق؟
أريد أن أقول لك عشرة سنوات لأن امكانية العثور على المصدر الأكثر تعبيرا والذي بوسعه أن يفضح خطاب المظهر، تتطلب سنوات من العمل. وكنت امتلك في جبتي بالفعل الكثير من العناصر التي كان علي القيام بفرزها لتحديد تلك التي تبدو انسب للتلفزيون. ثم كان علينا أن نفكر في الشكل الذي سوف تأخذه هذه الأفلام فضلا عن الشبكات التي سنتمعّن في فحصها.

بالضبط كيف اخترت هذه الحركات الأربعة؟
اقترحت لائحة من سبعة حركات، الا ان بعد مناقشة مع فرنسا 5 قمنا بتخفيض عددها إلى أربعة. وبشكل مادي وواضح قمنا بتحديدها في " المتعصبين للهوية" و "راديكاليي الإسلام " التان هما على طرفي نقيض من طيف الحركات المتطرفة، وتعزز بعضها بعضا.

كان بوسعنا معالجة موضوع الأصوليين الكاثوليكين ولكن فضلنا التطرق الى "مهوسين بالمؤامرة " لان هذه السلسلة موجهة لأولئك الذين ربما يستقطبهم منتجي المعلومات على الإنترنت ذوي النية المبيتة، فقد يرغبون التعرف عن من يحدثهم من هذا المنبر. وأخيرا، ونحن نرى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بانتظام في المنقاشات، وبالتالي رغبت التطرق في نفس الوقت -وهو أمر نادر في التلفزيون – الى المتطرفين الموالين للصهيونية والمعارضين لها.



"مهوسين بالمؤامرة "


مع هذه الأفلام الأربعة، أعتقد أننا قمنا بتغطية شاملة لمنتجي التوترات الأكثر نشاطا ودعاية في الحوارات المعروضة على الساحة العمومية وعلى الشاشة. وأيضا الأكثر مضرة والمسببين في تراجع مبدأ العيش معا، واشعال فتيل التوثر بين الهوياّت وخلق مواجهات بين المواطنين بعضهم ضد بعض وزرع عدم الثقة المضادة للديمقراطية.

"المتعصبين للهوية" هي اهم المجموعة في رأيي، فهي تتمتع بفضل شبكة الإنترنت، بصدى كبير. من خلال التحقيق هنا، استطعنا إثبات أن استراتيجية التواصل الفعالة إلى حد ما وجذابة لبلوك ايدونتيتير (كتلة الهوية) في تحاملها على الإسلام - لاسيما من خلال اتخاذ إجراءات ضد الحلال السريع أو صلاة الشارع - في الواقع هي قناع لإحياء تيار يأتي من بعيد: اليمين المتطرف الأكثر كلاسيكي. وهاجس قديم جدا هو الدفاع عن فرنسا البيضاء.



"المتعصبين للهوية"

كل فيلم من الافلام يقوم بتشريح الجماعات والتيارات المختلفة التي تشكلها ...

في الواقع، كان هدفي استعراض مختلف اوجه هذه المجموعات بأشكالها. ففي كثير من الأحيان ولضيق الوقت، يكتفي التلفزيون بعرض مجموعة ما ثم يضع الجميع في سلة واحدة. واحد من أعظم الاجازات التي حققناها في هذه السلسلة هو إبراز ما يميز الجهادية السلفية، والسلفيين الانفصاليين وجماعة الإخوان المسلمين. أو القوميين المتطرفين مثل " الشباب القومي "، ومناضلي بلوك ايدانتتير (كتلة الهوية).

... وينتهي الفيلم على نقاش- المواجهة.

جاءت هذا الفكرة من الإحباط الذي كنت اشعر به خلال المناقشات التي قمت بها على شاشة التلفزيون. على الرغم من أنني شخص معروف بتدبر لقاءاته المتلفزة بشكل لابأس به، عند مقابلة أي نوع من الديماغوجيين، الشعبويين أو اناس قادرين على الكذب أو استخدام الحِيل لإخفاء أساليب التعصب المدمرة للعيش معا، فأنا واعية كلّ الوعي بصعوبة كشف نواياهم خلال نقاش ما. لأنه لا يمكن أن يبقى الا نقاش المظاهر وسطحي إلى حد ما. فالمواجهة هذه ستجري بعد إعطاء مفاتيح الفهم للمتفرجين وما يندرج تحت الكلمة الملثمة والحقيقية وكذا أهدافها. هذه المواجهة هي ذروة الفيلم.

فيلم عن "الإسلام الراديكالي" يختتم بمناقشة أكثر من مواجهة، مع طارق أوبرو، إمام مسجد بوردو.

إذا كنت قد اتخذت طارق رمضان الذي واجهته بالفعل أو شقيقه هاني، للأسف فسوف تكون نية نقاشنا مبيَّتة تماما. درست حواراتهم بالشكل الكافي حتى أدرك مدا اتقانهم ازدواجية الخطاب. وعلاوة على ذلك، فهم يمارسون الضغوط ويضعون شروطا الى درجة يصعب وضع الثقة بهم حقا. وحول مواضيع عسيرة ومعقدة كالإسلام، أردت أن أقترح مع طارق اوبرو، الذي هو عضو في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وسيط أكن له شيئا من الاحترام الفكري. ومعه، اتممنا البرنامج بشكل جيد على نوطة هادئة وبناءة.



"الإسلام الراديكالي"

من الناحية الجمالية هذه السلسلة بمثابة نزهة حضرية. طريقة للتخفيف من وقع كلامك؟

مع أوليفييه لومير المدير الفني وراشيل خان، المنتجة، أردنا في طيف احمر وصور جميلة توفير رشقات من الأكسجين إلى المتفرجين. هذه الجولات التي تستعرض حياة المحقق تسمح بإدراج التعليقات وتسليط الضوء التنويري لأنه من الضروري على الجمهور ان يجد طريقه وسط كل هذه الأسماء والتعاريف الواردة.

هل تعتبرين منهاجيتكم تعليمية ومواطنة على حد سواء؟

للصحافة في المقام الأول دور تعليمي. والطاقة التي نضعها ولاسيما اتجاه الديماغوجيين، يجب علينا استنباطها من الرغبة في المواطنة.

هل لديك مشاريع أخرى؟


أنا على وشك الانتهاء من وثائقي سيبث على فرنسا 2 في شهر مارس والمكرس لمجموعة نسوية فيمن. آمل أن يحظى بالاهتمام للطاقة التي يشعها. كان من دواعي سروري العمل في نفس الوقت على هذين المشروعين المختلفين جدا. من جانب هناك كتابة دقيقة ومكثفة تُحلل بهدف الكشف. ومن جهة اخرى هو فيلم "نبض له قلبي" لقوته وقلة مدخلاته ووفرته على مشاهد للحياة. تمريرين مختلفين للغاية، كلاهما يوحيان بالتوازن، وكلاهما يستلهمان كثيرا.

شبكات التطرف، لكارولين فوريست وفياميتا فينير (فرنسا، 2013، 4
x52mn). ابتداء من 5 فبراير على فرنسا 5، كل يوم ثلاثاء في 20 و35 دقيقة.

مقابلة كريستين روسو

الترياق للتسميم معاديي لديمقراطية

البطالة وانعدام الأمن، وتقدم سياسات الهوية، والتهديدات الإرهابية ... العلل التي تؤثر على المجتمع باعتباره أرضا خصبة للحركات المتطرفة، سواء كانت دينية أو قومية. متدربين على الخطاب المزدوج، والتلاعبات والتضليليات التي يتشرونها، خاصة على الإنترنت والمنتديات الاجتماعية، فهي تلعب على المخاوف وتهدد العيش معا. على هذا النحو، فإننا ننصح بشدة سلسلة وثائقية ممتازة التي تقدمها كارولين فوريست حول أربعة من المجرات الكبرى المكونة لهذه الشبكات المتطرفة. وهي "المهوسين بالمؤامرة"، مع شخصية محورية تييري ميسان. "المتعصبين للهوية"، المشتركة بين متطرفي الهوية، ولاسيما ايدانتيتير الشهير بحملته "ابيرو سوسيسون بينار" (مقبلات نقانق بينار). الإسلام الراديكالي، حيث يتم التمييز بين السلفيين والإخوان المسلمين.


 وأخيرا، "الصهاينة الناجون من الغرق"، حيث يتواجه بشدة الموالين للصهيونية، مثل شبكة أورابيا، والمضادين الصهاينة مثل الاوغر(الغيلان) أو شبكة ديودوني. تأخذ شكل نزهة حضرية، كل فيلم ذو جمالية فائقة العناية وهاجس تعليمي متأني وثابت - وهذا من نقط قوته - يُشَرّح هذه الحركات، والتيارات التي تشكلها وتميزها، خصوصا مع الفك الوجيه لتشفير الدوافع الحقيقية وراء الخطب المظهرية واستراتيجيات التواصل، وفي مواجهة هذه السموم المعادية للديمقراطية، قامت كارولين فوريست، بعيدا عن الجدل، لتُهدينا هنا ترياق قوي.





http://www.lemonde.fr/culture/article/2013/02/07/enquete-dans-les-reseaux-extremistes_1826319_3246.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق