الأحد، 20 مارس 2016

الاعتداء الجنسي على الأطفال، الكنيسة، ونحن



وفقا لعملية الاستطلاع الذي قامت بها أودوكسا  باريزيان، 56٪ من الفرنسيين لديهم صورة سيئة عن الكنيسة. 63٪ يعتقدون أن على الكاردينال فيليب بارباران أن يستقيل. وما يقرب 80٪،  وهم أكثر عددا، يعتقدون أنه يجب اعادة اصلاح الكنيسة في ما يخص موقفها اتجاه  حبوب منع الحمل والواقي الذكري أو زواج القساوسة.

وهذه المرة، أصبح هذا الرقم في ارتفاع حتى عند المتدينين الممارسين. ولكن يبقى هذا استطلاع على الانترنت فقط، وهو اشارة من بين الاشارات التي تبرهن على أن العلمنة لدينا مازالت تقاوم بشكل جيد في ظل هذه الاجواء التي نعيشها. أو تقريبا...

من خلال مراقبة بعض ردود الأفعال، نرى أن بعض المحافظين – الذين هم على استعداد للتّلويح بالعلمانية المتشددة في كل مناسبة –يبدون أكثر حساسية عندما يتعلق الأمر بالإشارة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية ليست فوق القانون أو القيم المبدئية. حتى في بعض الأحيان، تساءلنا عما إذا كان يعلن بصراحة عودة اليمين المتديِّن، وليس الحزب الجمهوري. تحت تأثير "تي بارتي "
"Tea party"  لمنيف للجميع... وتبدو هذه الشبكات مُحرجة جدا في تناول مثل هذه القضايا.

أولئك الذين يرفضون للآخرين بنائهم لأسرة، بحُجّة حماية الذين لم يولدوا بعد، فهم يواجهون اليوم استنتاجا قاسيا لأحكامهم المسبقة. هو انه ليس داخل الأسر من نفس الجنس حيث الأطفال أكثر عرضة لانتهاك أعراضهم ولكن داخل الأسر من جنسين مختلفين أوالكنائس أوالمدرسة.
الفقر وانعدام العلمنة
عندما ننظر إلى خريطة فضائح الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل القساوسة، نرى أن الكنائس ليست جميعها متساوية أمام هذا الخطر.

فعمليات الاغتصاب هي أكثر عددا بكثير في البلدان التي يكون فيها القساوسة مقدسين كشبه آلهة، كما هو الحال في المكسيك أو أيرلندا، خلافا للبلدان التي يعتبر فيها القس رجل عادي، كما هو الحال في فرنسا.

لكن الخطر يتزايد وخصوصا عندما يكون القساوسة مسؤولين عن الأطفال المعزولين في مدارس داخلية ومن أسر فقيرة.

إذا أخذنا حالة فيلق المسيح الذي أسسه مارسيال ماسيل، نجد أن 
هذه الظاهرة اندلعت أساسا في المكسيك أو أيرلندا، على أطفال فقراء وُضعوا في عُهدته. فالقساوسة المُفضلين الذين سبق للمؤسس ان هتك عرضهم، يُرسلون على رأس هذه الأبرشيات المهمة، حيث يستنسخون التجارب التي عاشونها ويعاودون الكرة مع غيرهم ... وبسهولة أكثر، لأنه على قدرما يشعر أولياء أمور الأطفال مدينين لهم على قدر ما يخافون تقديم شكوى ضد الكنيسة.

وربما فترة الإفلات من العقاب لن تدوم طويلا في بلدان أخرى حيث نفس الشبكات تسيِّر مراكز لصبية الأسر الاثرياء.

50 عاما من صمت التواطؤ
ما زال فيلق المسيح يقيم مراسيمه، ولكن تم وضع مؤسسه جانبا من قبل الكنيسة. فبعد 50 عاما من الصمت ومئات من حالات الاغتصاب التي أحيانا تم الابلاغ عنها للفاتيكان، بما في ذلك اليسوعيين، وحتى ذلك الحين، أغمضت روما عينيها. الا أن مارسيال ماسيل لم يحال على التقاعد الا في نهاية حياته. وانتظر بنديكتوس السادس عشرأن يصبح بابا، ليقبل الاستماع الى الشكاوى التي طُلب منه أن تترك في الدرج عندما كان محافظا لمجمع عقيدة الإيمان.

بل أيضا وتحت ضغط الرأي العام اضطرت الكنيسة قيادة عملية "حقيقة"  في الولايات المتحدة. وبعد تحقيق داخلي، قدَّرت عدد الأطفال المغتصبين بأكثر من 16700 ، فوق الأراضي الأميركية وحدها، بين عامي 1950 و 2013. أما جمعيات الضحايا، فهم يتحدثون عما يقرب من 100000 طفل تم هتك عرضهم، والغالبية لا يريدون أو لا يستطيعون التكلم.

ويرجع حجم هذه الظاهرة الى تقنية "الدورية". عندما يتُّهم قس بالاغتصاب، يقومون بتنقيله من كنيسة الى أخرى،  حيث يعاود الكرة الى ان يرتكب العشرات من حالات الاغتصاب حوله. إذا كنت تريد مشاهدة فيلم في هذا الموضوع، غير فيلم "سبوتلايت"، فعليك مشاهدة الفيلم الوثائقي لإيمي بيرغ: "أنجنا من الشّر" عن الأب أغردي والتواطؤ الذي استفاد منه من قبل إحدى رؤسائه، الذي لم ير الصلة بين شكاوى الفتيات (التي لم تصدمه كثيرا) و شكاوى الفتيان (ما اعتبره مثلية، وأكثر صدمة في نظره) ...

ردود مرتبكة جدا من الكنيسة
وأخيرا، نخرج من الصمت ومن الإفلات من العقاب. ولكن هل تتخذ الكنيسة التدابير الفعالة حقا لمنع اغتصاب الأطفال داخل جدرانها؟

من المهم استخدام كلمة "اغتصاب". هو شر ليست الكنيسة الكاثوليكية مستعدة لمواجهته وحتى مذهولة هيكليا من جهته. ذلك بسبب تشويه صورة الجنس، والخلط في كل شيء. بما في ذلك المثلية والاعتداء الجنسي على الأطفال.

فحاولت الكنيسة، بارتباك كبير الى حد الآن، وضع مبادئ توجيهية ووقائية لمنع من الاغتصاب المتحرشين بالأطفال. تحت بنديكتوس السادس عشر، لم تسمح هذه التعليمات  التستر عن الحيوانات المفترسة، وهو تقدم كبير. من حيث الكشف، طلبوا الإبلاغ عن أي نزعة مثلي جنسيا بين الإكليريكيين الشباب ... كما لو أن مثلي الجنس أو متباين الجنس له علاقة مع حقيقة اغتصاب الفتيات الصغيرات أو الصبية الصغار.

لا يعكس هذا فقط ارتباك الأحكام المسبقة الرهيبة. انما ينِمُّ عن الفوضى المقلقة حول ما إذا كانت الكنيسة قادرة على مواجهة الشر الذي ينخر ذاتها. فهذا الامر معقد ومركب بسبب المحرمات، و"الطفالة الجنسية" للقساوسة والوضع المقدس للكبار والذي يجذب الحيوانات المفترسة، ويُسهل اقترافهم عملية الاغتصاب، وترهيب ضحاياهم.

فيجب على الكنيسة التفكير في هذا الكوكتيل المسموم. بدلا من الاعتقاد أنه بإمكانها محاربة ضعفها بالأحكام المسبقة.


كارولين فوريست
تاريخ النشر: 20/03/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق