الأحد، 3 أبريل 2016

علينا حماية اللاجئين واللاجئات من الاتجار الجنسي





تأثرنا، عن حق، من رجال تراموا كالقناّصين، على أجساد النساء في كولونيا. وكان العديد من المهاجمين ربما طالبي اللجوء ولكن في الغالب بلطجية وأعضاء مافيات صغيرة، الذين يعرفون كيف يستفيدون من كل شيء، من الحشود من الحرية كما من المآسي. وقد أشار البعض إلى اللاجئين السوريين. فلنعلم ان هم قبل كل شيء الضحية الأولى لهؤلاء البلطجية وللاتجارهم.

عليهم تأدية الثّمن للمهربين مقابل ترك بلدانهم سواء تعيش حالة حرب أو محتلة من قبل الدولة الإسلامية. وعليهم المرور عبر الاسلاك واحتمال فرضية الغرق. وعندما يصلون، وعندما لا يُطلق النار عليهم، كما وقع مؤخرا على الحدود التركية، يترقبهم الأسوأ. فالنساء والأطفال، الذين يفرون أحيانا الاستعباد الجنسي من داعش، يحاصَرون في المنفى من قبل المهربين الذين يسعون الاتجار بهم جنسيا. هذا ليس بجديد. فتقارير الأمم المتحدة تدين الاتجار الجنسي اللاجئين منذ سنوات. ولكن نادرا ما أصبح كابوسا منتشرا على نطاق واسع جدا.

شبكة تم تفكيكها في لبنان

ففي لبنان، وطن الاجئين ما يقرب من مليون ونصف المليون، قامت الشرطة اللبنانية من تفكيك عصابة الاتجار بالجنس أهم اكتشاف منذ بداية الحرب في سوريا، وقد تم الافراج من مختطفيهم عن 75 امرأة أغلبيتهن من جنسية سورية. تعرضن للاغتصاب والضرب والتعذيب والبعض للتشويه، في شقق تحت حراسة عشرة رجال وثماني نساء.هذه ليست سوى لمحة عن الكابوس الذي يعاني منه اللاجئين. تقرير صادر عن منظمة العفو يسمى "أريد مكانا آمنا" - يستنكر التحرش ومخاطر والاغتصاب التي يتعرضون لها. وقد التقت المنظمات الغير حكومية حوالي 80 امرأة وخاصة بلبنان. الكثيرون يتعرضون للاعتداء باستمرار داخل مخيمات اللاجئين من قبل اللاجئين الآخرين، أو خارجها في عملهم، في مقابل الحصول على السكن، في كل مكان، فيقترح عليهم ممارسة الدعارة. كما يَطلب منهم بعض عناصر الشرطة ممارسة الجنس مقابل تركهم وعدم مراقبة تصاريح إقامتهم. فبعض الأمهات لا يسمحن لبناتهن في سن المراهقة التجول بمفردهن. خوفا من التعرض للاغتصاب أو الاختطاف. وهكذا أصبح يقال أنه تم اختفاء العديد من اللاجئين القاصرين.

10.000 طفل مفقود

وفقا ليوروبول، اختفت 10.000 قاصر غير مصحوبين، أولئك المعروفين باسم القاصرين الغير مصحوبين، في غضون سنة ونصف. القاصرين جزء مهم من التدفقات الجديدة للاجئين. 27٪ أكثر من مليون طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2015. ما يعادل 300.000 طفل، معظمهم من المراهقين، بما في ذلك 26.000 غير مصحوبين من قبل ذويهم. ولكن بالنسبة لهم، اتخاذ "طريق البلقان" محفوف بالمخاطر على نحو المضاعف.

لم يتم اختطافهم جميعا. فبعض يفرون خوفا من الرقابة، فلا يحصلون على اللجوء، وعليهم العودة. ولكن قبل الدخول في الخفاء، يتعرض هؤلاء المراهقين لخطر شبكات المافيا ويقعون تحت سيطرتهم. يقول براين دونالد، أحد قادة مكتب الشرطة التنسيقي للاتحاد الأوروبي أنه فقد مسار الآلاف من هؤلاء الأطفال بعد تسجيلهم في إيطاليا. فبالنسبة له، نحن بصدد "بنية تحتية جنائية على نطاق واسع".

ماذا بفعل الاتحاد الأوروبي؟

هو قلق من هذا الامر. بالرغم من شلله الجزئي من قبل الحضور القوي لنواب اليمين المتطرف الذين يفكرون فقط في استغلال مأساة اللاجئين عوض التصرف لإيجاد حل لهذا الوضع. يوم 8 مارس، اعتمد البرلمان الأوروبي قرارا يدعو لتنفيذ تدابير محدذدة لمكافحة العنف ضد اللاجئين. لم يكن من السهل. حتى النهاية عبرت العضوة الاشتراكية البريطاني، ماريهونيبول، عن خشيتها من أن تسييس هذه القضية قد تعرقل اعتماد تقريرها وتوصيتها.

تم اعتماده في برلمان مُشتّت، أكدت على الحاجة الملحة الى السكن وعلى مرافق صحية منفصلة للرجال والنساء. لتجنب الازدحام، والتحرش والاغتصاب. يجب اتِّخاذ مزيد من التدابير تسمح أيضا لطالبي اللجوء الحصول على المساعدة القانونية الملائمة للمرأة، وعلى التدريب، والحق في الاستماع الى كلامهم من قبل المحققة للوشي بأي أعمال العنف المرتقبة.

من جانبها، "جريتا"، وهو فريق الخبراء الذي يعنى بمكافحة الاتجار بالبشر في المجلس الأوروبي، يدعو إلى إنشاء آليات الكشف لتحديد ضحايا الاتجار. وقد كتب الأمين العام للمجلس لجميع الدول الأعضاء السابعة والأربعون، لنقلهم سلسلة من المقترحات تفيد حماية الأطفال اللاجئين. مثل تعيين الأوصياء في أقرب وقت ممكن وتوفير لهم مسكنا آمنا، بدلا من وضعهم في مراكز الاحتجاز.

بعيدا عن التوترات السياسية التي لا تفيد في شيء، يوجد برعوم لأوروبا الإنسانية، يحاول على قدر المستطاع مقاومة المتطرفين كما المنتفعين من المآسي مع الحفاظ والتمسك بقيم تلك أوروبا الانسانية.

كارولين فوريست

https://carolinefourest.wordpress.com/2016/04/03/protegeons-les-refugiees-du-trafic-sexuel/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق