الأحد، 29 يناير 2017

ترامب في مواجهة أغبى يسار في العالم



 انه مشهد مؤلم. أن نرى دونالد ترامب يستقر بالبيت الأبيض. ما الذي أوصلنا الى هذا الموقف؟ هناك أولا قوة تسونامي "دعونا نخرج المنتهية ولايتهم". أيّ شخص لديه صلة عن قرب أو عن بعد بالحكم، بغض النظر عن عملية التقييم للنتيجة يبدو أن عليه "أن يُطرد". هذا التنظيف الربيعي مُتحمّس عندما يتعلق الأمر بطرد الحكام المستبدين. لكن ليس عندما يتم اهانة علنيا شخصا تولى مسؤولياته، بكل شجاعة وحنكة. 

فالعامل الآخر الذي وراء انتخاب ترامب له صلة بالعامل الأول: الارتباك الفكري الذي يعرفه عصرنا. أصبحت لدينا ديمقراطيات اديوكراسية أي أن الحكم اصبح بأيدي الأغبياء كما هو معروض في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم. لم نقم بقياس مدى تأثير عولمة الأخبار الزائفة على الديمقراطيات التي تعتمد أساسا على الثقة في الخبار. الوقت الذي سنستغرقه في تطوير التفكير النقدي الجديد ووضع الحقائق في نصابها، سنجد حينها مُعظم المناورين يتزعمون الصدارة. ففي زعزعة الاستقرار، تكون الأنظمة أكثر الاستبدادية في كثير من الأحيان على السبق. فالإيف ايس بي او الهيئات التابعة لجهاز الأمن للإتحاد الروسي استطاع تحديث المعارف القديمة لل كا جي بي KGB هيئة أمن الدولة أوالمعروفة بالمخابرات الروسية. ادرك غيراسيموف، رئيس أركان الجيوش ااتحاد الروسي، كيفية المضي قدما لتحقيق أهدافه من خلال استخدام الوسائل "غير العسكرية"، وفي هذه الحالة من خلال تأثير الانترنت. فيكفي اغراق آراء الديمقراطيات تحت أخبار كاذبة، "بديلة تحت إسم "إعادة الاخبار" من أجل إرباك وتقْويض الثّقة في الصحافة والمؤسسات، ليُلقي بها في أحضان المتطرفين ... الذين هم أصلا مُمونين من قبل روسيا.

فترامب هو الورقة الرابحة والضحية المثالية على حد سواء من هذا النوع من الدعاية، المتمتمة الآن انطلاقا من المكتب البيضاوي.

 أمر مُخيف حقا. كنّا نتمنى استيقاض وصحوة اليسار الأمريكي. للأسف، فتلك التي سمحت باستقرار اليمين الأكثر غباء في العالم ليست هي الأخرى أكثر ذهاء. لأن هيلاري كلينتون تُجسد كل من اليسار الأكثر ليبرالية والأكثر سذاجة اتجاه الإسلاموية الذي خوّل لترامب اقتحام هذا العالم المهدد بفعل العولمة والإرهاب. لكن،هل معارضة ترامب ستستوعب أي درس من كل هذا؟ 

الطريقة التي سارت عليها الأمور في "مسيرة النساء" لا تدعو للإطمئنان. مبادرة جميلة، وغالبا ما تكون مسلّية وضرورية ولكنها كانت متسرّعة. فللأربعة ملايين من المتظاهرين معنى لو انهم خرجوا بعد ما قام ترامب بالتوقيع على مذكرة الموت للمنحة التي تقدمها الدولة لتنظيم الأسرة في الخارج. أمّا من قبل، فكانت توحي غالبا  بالمشي ضد انتخاب ترامب. ولكن، وقبل كل شيء، هل كان ولابد، كما قامت بها مُمثلة من الممثلات، ارتداء الحجاب لمواجهة عنصرية ترامب؟ في الحشد،رأينا الشابات البيضوات الأنغلوساكسونيات والبروطيسطانيات وهنّ متحمسات لفكرة وضع الحجاب بالألوان الأمريكية. الأخريات قُمن بنشر صُور المرأة المحجبة في الفايسبوك لتعبير عن "نحن الشعب". طريقة لطيفة لاستبعاد، من الشعب النسوي، تلك التي تعتقد ان بإمكانها ان تكون مُسلمة دون ارتداء الحجاب. فمنى الطحاوي، وهي كاتبة نسوية التي تصف نفسها بأنها "مسلمة مصرية أمريكية التي حاربت الحجاب لمدة 8 سنوات حتى توقفت عن ارتداءه "  تنصّلت من هذه اليافتة. 

لأن المنظمون اختارو معسكرهم: أي معسكر المحجبات. هي التي كانت تتحدث باسم "النساء المسلمات" على مسرح المسيرة النسائية ضد ترامب. بنفس طريقة زهرة بيلو، المديرة التنفيذية لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية. هذا المجلس الذي وُضع على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة. رسالتها تتلخص في بضع كلمات: فضح على نفس المستوى "مراقبة المسلمين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي " (حتى المتهمين بالإرهاب؟) والجرائم ضد المثليون جنسيا أو السود ... رسالة مقصودة من قبل أحد أربعة منظمي المسيرة النسائية ومنصبه مؤخرا: ليندا صرصور(التي سمحت لنفسها شتم وقدف آيان في تغريدة يستحيي الانسان قرائتها لما تتضمّنه من فضاعة تعبيرية ولغوية ومن شتم لا إنساني في حق هذه الخيرة. فقد اعتبرت " ان بريجيت غابرييل مثل آيان هرسي علي، تتستحقّ ما حدث لها (...) وانها تود استاصال مهبلهما هما الاثنان بنفسها وانهما لا يستحقان ان يكونا نساء". وتجدر الاشارة هنا ان  آيان تعرضت لعملية ختان الانات في صغرها).







 فليندا صرصور محجبة أيضا، اخدت الكلمة باسم "مسلمة فلسطينية غير معقّدة" لتتحدث عن "جاليتها" وعائلتها المنفيّة في الولايات المتحدة بسبب التزامها مع حركة حماس. معظم الشخصيات المهمّة من اليسار الأميركي قاموا بتقديم الشكراليها علنا ​​"لتنظيمها للمسيرة". فأصبح هاشتاج الحشد  "اتمشى مع ليندا" (#JeMarcheAvecLinda). انّه تصوّرا لطيفا. استمروا على هذا الحال وسيستقر ترامب لمدة ثماني سنوات.

كارولين فوريست




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق