السبت، 16 يونيو 2018

مدين او ملازمة الباتاكلان








إذا كنت تحلم بسماع مغني الراب "مدين" وهو يصلب العلمانية ويتقيأ بالغناء عن تشارلي في البتاكلان، فقد فات الاوان. بيعت جميع التذاكر بالفعل. فالقاعة ممتلئة للآخر.   نأمل أنه سوف تُخصّص على الأقل نسبة من الأرباح لإصلاح ثقوب الرصاص الأخيرة على السجادة وغسل الدم المجفف، ولكن لا يبدو واضحا كيف باستطاعتهم تنظيف هذا البصق الهائل الذي تم القدف به في وجوه الضحايا.

بعد أقل من ثلاث سنوات من الهجمات في باريس، يلخّص هذا المُلصق وحده تنازل جزء من البلاد عن قيادة المعركة الثقافية والمعنوية ضد الإسلاموية.

هكذا، فإن باتاكلان، الذي رفض تسليم القاعة لأعضاء فرقة "إيجلز أوف ديث ميتال" بسبب التصريحات الجدلية، لم يتم تقييد مغني الراب "مدين" بنفس الشروط. كون تجّار القاعات المتضررة بسبب هذه الدراما لا يرون ضخامة برمجة مثل هذا المغني هو امر يترك المرء عاجزا عن الكلام. لا يمكننا حتى الانزعاج دون أن نسمع النمّامين يصرخون ضد الرقابة أو العنصرية، كما فعل الكوميدي التراجيدي ياسين بالعطار الذي تم ترقيته مستشارا في الإليزيه، مما يجعلنا نقيس مدى متلازمة ستوكهولم الذي تنخر أحشائنا. سوف يتخلى الجهاديون عن ارتكاب أفعالهم الرّهيبة إذا تمّت تقوية عزيمتنا. لحسن الحظ بالنسبة لهم، في كل مرة يضربون، يجدون أعوانا لإنهاء أعمالهم وتجريدنا من أسلحتنا عبر تركيبنا الاحساس بالذنب.

مغني الراب "مدين" هو أحد عملاء نزع السلاح الثقافي. أغنيته وألبومه "جهاد" لوثت أذان شبيبة بأكملها، يحرض بعضها على البعض، ضد بلدها، ضد نفسها. عندما لا يرفع ذراعه مثل الكينيللي ، فهو "يطالب بصلب الائيكيين مثل جلجثة". هذا بالنسبة للشعار اما بالنسبة للمقطع الذي يتردد في الأغنية: "ليس عندهم الاه ولا سيد إلا السيد كانتر. سأنشر شجرة عٍلمانيتهم قبل أن تسقط على الأرض. "

في أغنيته، يرتدي الرجال لحى طويلة والنساء يحملن النّقاب. عالمه ينقسم الى مسلمين ثم آخرين: "سنذهب جميعاً إلى الجنة، كلنا الى الجنّة سنذهب. سوف نذهب جميعًا إلى الجنة، فقط أولئك الذين يؤمنون بها". وبطبيعة الحال، هناك القانون ثم الشريعة فوقه: "باعتمادي دائما مرجعية القرآن الكريم. إذا طبقت الشريعة، لن يستطيع اللصوص بعد ذلك امساك دفتر الحوادث اليومية. "

لا يكتفي الرجل بالغناء رفقة الأصوليين. بل شارك في تأسيس جمعية، هافر دي سافوار، التي تبرر الكراهية ضد اليزيديين، الأقلية الدينية المضطهدة من قبل داعش. في مقطع فيديو منشور على الإنترنت، يشرح المنشّط الرئيسي لاتباعه أنهم يعبدون الشيطان، لا ينحدرون من آدم وحواء، وبالتالي هم خارج الإنسانية ... ويحدث هذا الأمر خلال فترة الإبادة الجماعية الكاملة! مسموع للمرء، باسم الحرية، أن يعبّر عن نفسه ويأسس جمعية. لكن هل يجب علينا فعلاً تشجيع ذلك؟ ويجدون "مسؤولين" يضفون الشرعية على هذه الدّعاية. وقد أعارهم رئيس بلدية لوهافر رئيس الوزراء الحالي قاعات للاجتماع والتجنيد.

اعتمد مغني الراب "مدين" أيضا على عطف جان لوي بيانكو، رئيس المرصد العلمانية الذي جددت به الثقة الحكومة الحالية، على الرغم من تعاونه الفعال مع جميع مناهضي العلمانية. ونتذكر جميعا هذه الدعوة التي أطلقها المرصد رُفقة مغني الراب "مدين" والجماعات الإسلاموية التي طالبت بالاتحاد ضد الخلط الذي يقوده – "اللائكيين"؟ - مباشرة بعد تفجيرات باتاكلان. في مواجهة الإثارة، دافع جان لوي بيانكو عن الفكاهة السوداء لمغني الراب، موضّحا أن تشارلي قال أشياء "أسوأ بكثير". واحتفظ جان لوي بمركزه.

ما كل هذا البؤس السياسي. لا تسمينها متلازمة ستوكهولم، ولكن متلازمة باتاكلان.

القفزة الأخلاقية تعني تعبئة ثقافية حقيقية ضد التعصّب. بدلا من ذلك، فُتح الباتاكلان لبرمجة أفضل ل"مدين"، فمرصد العلمانية يدافع عنه ويعتبره أقل سوءا من تشارلي، وحزب اليسار - من المفترض أن يدافع عن انفصال الدين عن الدولة - انتخب نائبة في البرلمان التي تضاعف المؤتمرات مع تجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا (CCIF الجمعية الرئيسية ضد العلمانية) والاتحاد الوطني لطلبة فرنسا (UNEF، المشهور بتكوين شباب تقدمي) يمثله امرأة ترتدي حجاب الحياء و الخضوع للرب. كما لو أن الجهاديين على حق في ضربنا. كلما ضُربنا بشدّة، كلّما السدود التي يُفترض فيها أنها تقاومهم تغرق ".

كارولين فوريست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق