الجمعة، 24 فبراير 2012

الجبهة الوطنية: بين التهديدات والخدع





فرانس انتر، 24 فبراير 2012


برونو دوفيك: هذا الأسبوع، تتطرقين في حديثك الى موضوع برنامج تم عرضه على شاشة التلفزيون البارحة "أقوال وأفعال"، وموقف رئيسة الجبهة الوطنية في النقاش العام ...

كارولين فوريست: إنه من الصعب دائما اجراء مقابلة مع سياسي لا يريد الإجابة على الأسئلة التي طرحت عليه. ولكن يفضل خلق، بطريقة جد ممنهجة، أجواء من التوتر والمواجهة حتى يتمكن بعد ذلك من تقمص شخصية الضحية.

فالتقنية بسيطة. كلما شعرت مارين لوبان بالحرج من سؤال محدد، الأمر الذي يتطلب منها الخروج عن الخطاب المعتاد للذهاب الى تفاصيل معززة بالأرقام أو حتى تفاصيل دقيقة أو ملموسة الى حد ما، والتي قد تكشف عن كواليس ترفض الكشف عنها، فهي تقوم بالتالي بمهاجمة كل من يسألها. بطريقة عنيفة وشخصية على قدر المستطاع، وذلك لتثبيت حالة التوتر ... الذي يجعل من الشخص العدواني، هو من تم الاعتداء عليه. أواكثر من ذلك، يجعل اعتبار الرفض عن الإجابة، درسا في الديمقراطية.

 لقد تلقينا هذا النوع من الدروس الليلة الماضية مع شيء من الاحتقار طال حتى المعارضين السياسيين للجبهة الوطنية. حيث رفضت مارين لوبان مناقشة جان لوك ميلينشون. الامر الذي لم يجرؤ  أي مرشح رئاسي حتى الآن، القيام به. فلا يوجد هناك مرشح للانتخابات يختار معارضيه بدقة بقدر ما تقوم به مارين لوبان عندما يتعلق الأمر بفرز خصومها.

لا نتحدث عن المضايقات القضائية التي تقوم بها المرشحة ضد الصحفيين وضد خصومها، ولا
التصريحات التي تدلي بها حاشيتها أو أنصارها، مما يؤكد ان الجبهة الوطنية لم تفقد قابليتها لترهيب الصحفيين الذين يضايقونها. في كتابه "أهلا بك في الجبهة"، للصحفي كلير شيكاغليني الذي تسلل قلب الجبهة الوطنية لمدة ثمانية أشهر، قام بتسجيل مناقشات جد توضيحية لأطر الجبهة الوطنية حول هذا الموضوع.

برونو دوفيك: اعتقد انه حضيت بمعاملة خاصة كانت في انتظارك كارولينا. يتعلق الامر بجعلك ترتدين خوذة ثم يتم أخذك للمشي في الغابة ...

كارولين فوريست: هذا صحيح ... وهناك طريقة أخرى معروفة اكثر، غالبا ما تستخدمها الجبهة الوطنية. وقد تم استخدامها الليلة الماضية. انه أسلوب "سبق لي ان تكلمت عن ذلك قبل أي شخص آخر ". حتى عندما يتعلق الامر بمجرد الاقتباس المغلوط من الآخرين، من خلال التسمية الخاطئة للأشياء، وذلك بهدف خلق الجدل وليس النقاش. وبالتالي تركيز الانتباه عليها وتسليط الضوء.

هذا هو حال العلمانية التي قامت الجبهة الوطنية بمحاربتها، عدا عند وصولها الى آخر خط مستقيم في الانتخابات مع الادعاء بالسبق في التنديد بالانتهاكات التي تعرضت اليها هذه العلمانية. وهذا الامر خداع بالطبع. يجب أن نذكر، أن الجبهة الوطنية لم تقبل بالتصويت على قانون العلامات الدينية في المدارس العامة وموقفها يهدف استعادة سيادة ثقافة دينية معينة أكثر مما تدعي دعم العلمانية.

وفيما يتعلق بفائض بطاقة الحيوية (الذي يفسره تغيير العنوان بعض المستفيدين) أو الحلال والتي لا تستفرد مارين لوبان بالدعوة الى تتبع أفضل له، فما هي المصادرالتي تعتمدها؟ انها تقارير إدارية وتحريات الصحفيين. بكل بساطة. والتي سوف تقوم مارين لوبان بتحريفها قصد التلويح بالأوهام. وبالتالي زعم أنها الوحيدة التي تستطيع رفع المحظورات وفضح وسائل الاعلام كجزء من النظام الذي تقوم لوحدها بمحاربته. ما يعبر بطبيعة الحال على مراوغات سياسية وماهرة، ولكنها في نظري قديمة شيئا ما.


كارولين فوريست "عندما يتحلى اليسار بالشجاعة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق