الثلاثاء، 9 فبراير 2016

هل يجب علينا حظر UOIF وبيغيدا؟

كيف يمكن التعامل مع اثنين من الحركات الراديكالية، يتلاعبان بالديمقراطية لمواجهة مبادئها؟ انها قضية ساخنة وحساسة في نفس الوقت.
في نهاية هذا الاسبوع من 6 فبراير 2016 تم عقد من جهة في مدينة ليل، لقاء الأصوليين تحت راية اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF). ومن جانب آخر مظاهرات عنصرية، في مدينة كاليه وغيرها من المدن في أوروبا، تحت شعار بيغيدا. وجهان للتطرف والتحريض على الكراهية، ولكن لا يجسدان بالضبط نفس التحديات من حيث القانون والرأي العام.
في حالة بيغيدا، نحن لسنا فقط بصدد، كما يعبر عنها العديد من الصحفيين، حركة اسلمفوبيا (حرفيا الخوف من الإسلام). نحن أمام حركة عنصرية تكن كراهية للأجانب، ومناهضة للمهاجرين ومضادة للمسلمين. الامر الذي هو أكثر خطورة بكثير.
في مدينة دريسدن، حيث تأسست الحركة، جمعت حركة بيغيدا 5000 شخص. أما في فرنسا فلم تستقطب الا القليل، حتى عدد قليل جدا من المناصرين رغم السياق. أساسا تلك التي شهدناها في عملية "أبيرو سوسيسون بينار" "l'Apéro saucisson pinard" نُظِّمت لمناهضة الصلاة في الشارع. يتعلق الامربالكاتب رينو كامو، و إيدونتيطير  وحلفائه المعادية للمسلمين "ريبوست لاييك" .
كانوا أقل من 200 في مدينة مونبلييه، حيث ان المظاهرة كانت مرخصة، وأقل بكثير في مدينة كاليه، حيث تم حظر مظاهرة قد تسبب في "الإخلال بالنظام العام". بما في ذلك الخوف من المواجهات مع لاجئين أو المعارضين. اما بيغيدا الذين تحدوا الحظر، فالعديد من نشطائها، ومن بينهم لواء متقاعد، قبضت عليهم الشرطة. وبطبيعة الحال، أدى ذلك الى احتجاج الأوساط الفاشية. وحتى التنديد ب "الكيل بمكيالين".
واضطر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا UOIF إلى الرضوخ
لأنه خلال هذا الوقت، في مدينة ليل، انعقد الإجتماع السنوى لمسلمي الشمال وUOIF (اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا)، دون حضور معظم الضيوف الأكثر اثارة للضجة...
فالدعاة المتطرفين المتشددين، الذين يحرضون على قتل المرتدين، ومثليين جنسيا، ويكنون كراهية لليهود، أو تلك التي تنتقد التحالف ضد داعش، فلقد ثم الغاء حضورهم ... ليس من قبل المنظمين، ولكن تحت ضغط وزارة الداخلية. وحذّر برنار كازنوف أنه سيتابع أدنى عبارة او لفظ تم نطقه خارج نطاق حرية التعبير. اما بالنسبة للبقية، فقد انعقد الكونغرس. لأنه على عكس ما قد يتصور المرء، فإن حالة الطوارئ لا تمنع تجمعا، حتى بالنسبة للمتطرفين. خصوصا عندما تقف في مكان خاص دون الإخلال بالنظام العام، وليس كما بيغيدا على الطرق العامة.
هذا لا يمنع اليقظة، أو النقاش. وجاء هذا التحذير من محمد اللويزي . الرجل الذي يعرف هذه التجمعات في منطقة الشمال حيث كان يناضل إلى جانب UOIF مع الإخوان المسلمين من مدينة ليل، وذلك لسنوات. يجب ضروريا قراءة كتابه، "لماذا تركت جماعة الإخوان مسلمين"، التي نشر مؤخرا من قبل مطبعة ميشالون. وهو يدل، وبدقة متناهية، مرتكزا على النص، واعتمادا على تجارب عاشها، ما يقوم البعض منا شجبه لسنوات. أي أن هناك خطابا مُهيكل ومزدوج قائم على أفكار، ومرتكز على نظرية، داخل هذه الجماعات المتشددة المناضل والخاصة جدا التي هي جماعة الإخوان المسلمين. تلك التي تسمى أحيانا تروتسكية الإسلام. وجه قادر على إدانة الهجمات والدولة الإسلاموية (فجماعة الإخوان مسلمين وداعش يكرهون بعضهم ولا يتقاسمون نفس الرؤية لكيفية التحرك نحو إقامة دولة إسلامية). في حين لهم وجه أخر حيث يقومون بتهيئة جيل بأتمه لإسلام أكثر راديكالية.

الخطاب المزدوج المهيكل لجماعة الإخوان المسلمين

ان بعض مقاطع كتاب محمد اللويزي بصراحة مضمِّرين بالنسبة لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF) وبالنسبة لعمار الأصفر، الرجل الذي يمثل الرابطة الإسلامية في الشمال وحركة الاخوان في المنطقة.
يروي مثلا الكاتب الحفل الذي قدم فيه سرا الولاء لجماعة الإخوان المسلمين في وجود عمار الاصفر. نموذج للطاعة المطلقة، الذي حين يتم استوعاب تعاليم حسن البنا، المؤسس المصري للإخوان، لا يستثني الانتقال الى الجهاد المسلح، إذا ما حاول المجتمع مقاومة مشروع التطرف الثقافي والسياسي، الذي تقوده الحركة بجمعياتها ومدارسها بكثير من التأني والصبر.
مشروع يتقدم بفضل عطف وتسامح المسؤولين المنتخبين المحليين، كما يحدث في مدن مرسيليا وبوردو وليل. ولكن كذلك بطبيعة الحال، بفضل الدعم الوطني الذي قدمه نيكولا ساركوزي عندما أضفا الطابع المؤسساتي على اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا UOIF في قلب المجلس الفرنسي لديانة المسلمين.
ربما غير هجمات 2015 الوضع. و في أي حال ففي ظل اليسار، وللمرة الأولى، قامت وزارة الداخلية باستخدام لهجة حادة اتجاه UOIF.

هل من الممكن أو من الاحسن فعل أكثر من ذلك؟

اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة رسميا UOIF كمنظمة إرهابية. و على الديمقراطية الفرنسية ان تقنع الرأي العام قبل حظر منظمة ما. هذا الامر قد يكون أسهل مع الجماعات القومية اليمينية المتطرفة مثل الشباب الوطنيين، التي قامت بحلها منذ ثلاث سنوات استنادا الى قانون تم التصويت عليه ضد التحالفات les Ligues بعد 6 فبراير 1934. لكن ذلك قد يكون أكثر صعوبة مع منظمة UOIF، التي تخفي أهدافها وتترك التطرف المجَسَّد للأخرين. مع خطر مزدوج.
فإذا قامت الجمهورية المنع باستمرار، فهي تخون الديمقراطية، وبالتالي نفسها. واذا قبلت على نفسها أن تُدَس، فسوف تترك المجال مفتوحا لأولئك الذين لم يعودوا يثقون في قوة القانون، وبالتالي يجيبون في نهاية المطاف بالكراهية على الكراهية.


09/02/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق