الجمعة، 11 سبتمبر 2020

جيل مُتزمّت



 

الشباب أقل "تشارلي" من الكبار. يعتقد نصف أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا أن الصحيفة الساخرة "كانت مخطئة" في نشر رسوم كاريكاتورية حول "محمد". وفقا لـلمعهد الفرنسي للرأي العام، الذي أجرى هذا الاستطلاع، "يجب بلا شك أن يُنظر إلى هذه الحصيلة كنتيجة لتأثير خطاب "الاحترام "و" التسامح" تجاه الآخرين، وهو ما يترجم عند الشباب الى معارضة من حيث المبدأ لأي محتوى يُحتمل أن يكون مسيئًا للأقليات التي يُنظر اليها على أنها "خاضعة للسيطرة". رؤية مظلمة للتسامح الى درجة خدمة مصالح المتعصبين، وحتى العنيفين.


قرابة ربع عدد الشباب الذين تم استجوابهم لا يدينون صراحة بمنفّذي الاعتداءات. عليك أن تواجه هذه الأرقام وترفض التعوّد عليها. إنهم يرسمون عالماً متعصباً ومُتزمّتا، كما لم نعرفه منذ ما قبل مايو 1968.

 

خطأ مَن؟

خطأ من؟ أولا وقبل كل شيء لعولمة التصوّرات. يعيش الشباب تحت سيطرة "يوم القيامة" للشبكات الاجتماعية. إنه لا يستطيع الذهاب ضد التيار إذا ما صرخت القطيع بالاستياء. عندما تهين شابة شجاعة مثل ميلا دين رجل مُتديّن يسبّها باسم الإسلام، يشعر "المتسامحون" بالضيّاع.

 

إنهم يفهمون ميلا على أنها "مثلية" ولكنهم يفهمون بشكل أكثر أولئك الذين يهدّدونها على أنهم "مؤمنون"، وفي النهاية "يسمحون" بتغيير مدرستها الثانوية. حتى أننا بتنا نلاحظ في عالم الجمعيات ظهور مثليين جنسياً يمتنعون عن انتقاد الدين. إنهم يفضلون أن يفكروا في أنفسهم على أنهم "مذنبين" بغيضين، غير كاملين ومخطئين، من الاضطرار إلى الحسم بين عدة هويات.

باسم التقاطع، وخوفًا من تشجيع العنصرية، تعتذر النسويات عن كونها "بيضاء"، ولم تعد ترغب في شجب الاغتصاب أو التحرش إذا كان ناتجًا عن شخص "حُدّد عرقه".

 

لم يعد تلاقي النضالات، بل تلاقي الخضوع. انجراف يفضل تراكم الغيتوات أو المعازل على التحرر الجماعي، من كثرة التفكير في كل شيء من منظور مصطلح "الأقليات"، وليس "البقاء للأصلح".

 

سياسات الهوية IDENTITY POLITICS

خطأ من؟ إلى قراءة فوكولدية (نسبة للفيلسوف ميشيل فوكو) منفصلة عن ميزان القوى. للمثقفين المدفوعين الأجر من قبل الجامعات الأمريكية لاستيراد سياسات الهوية. للمؤثرات المُتزينات بالمساحيق في حلّة نسويات جدد ينتهزون فرصة مصدر رزق جديد. للأحزاب السياسية والمسؤولين المحليين المنتخبين الراغبين في استغلال هذا "القطاع". إلى الحكومات التي تواصل إرسال جان لويس بيانكو، الرجل الذي لا يعرف الفرق بين تشارلي ومغني الراب مدين، لشرح العلمانية في المدارس الثانوية. إلى المحافظين على التعليم الذين تخلوا عن الدفاع عن هذه الرسومات داخل الأقسام.

عليك أن تضيف ساعات من تدريس التاريخ والجدل والفلسفة لإعادة الروح النقدية إلى قلب المدرسة. من سيفعل ذلك؟ أصبح أمر عاجل.

 

كارولين فوريست

 

ماريان 11-09-2020

https://carolinefourest.wordpress.com/2020/09/23/generation-bigote/

https://www.marianne.net/agora/les-signatures-de-marianne/la-moitie-des-moins-de-25-ans-pense-que-charlie-eu-tort-de-republier-les

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق